تتعدد الوسائل التي تعمل عل تشكيل الوعي لدى الأفراد ، ويكون للإعلام الاستحواذ الأكبر لما يزوده من معلومات للأفراد وتشكيل الرأي العام. وهنا تظهر إشكالية المعلومات المغلوطة التي يتم نشرها عن طريق وسائل الإعلام الجديد، وهذا الغرق المعلوماتي التي لا تستطيع التحقق بشكل قاطع من مصداقيته. ومن ضمن الأساليب المتاحة لتكوين الثقافة السياسية للأفراد الصحف الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي وما فيها من حرية الممارسات بمعنى تدفق الأخبار، وفي الآونة الأخيرة ازداد عدد الأفراد المستخدمين لهذا المواقع
إن الوعي لدى الأفراد ليس بنفس الدرجة، بل يختلف من شخص لآخر نتيجة لعوامل عديدة، وهذا الوعي هو الذي يُشكل ثقافته بشكل عام وثقافته السياسية بشكل خاص، وهى عملية متداخلة، فكما أن وسائل الإعلام تعمل على المتغيرات النفسية والاجتماعية والعمرية لدى الأفراد، فإن في الوقت نفسه يتجه الأفراد للمادة الاتصالية التي تتناسب مع فكره واتجاهاته.
وهنا نُشير إلى أن الإعلام الجديد قد جعل تشكيل الوعي والثقافة في أزمة، فلا نستطيع تحديد بشكل دقيق هل يكون الإغراق المعلوماتي على مواقع التواصل الاجتماعي وتعدد الآراء يسهم في تكوين وعي الأفراد، أم أن الأيديولوجيات المعتنقة لدى الأفراد هي التي توجههم؟ وبالتالي المشاركة بمواد اتصالية معينة وأطروحة أخرى قد تخلق مزيدًا من التناقضات الفكرية.