أضحى المسجد الأقصى مغيبا كثيرا عن الأحداث السياسية، ولا يدخل ضمن التعاطي اليومي للأحداث على أرض فلسطين، فلازال العقل المسلم غير مدرك طبيعة المخططات والتآمرات التي تحاك ضده، بينما تتلظى الأفئدة لمجرد التفكير في كون هذا المقدس الإسلامي العظيم رازحا تحت الاحتلال الصهيوني، وهو احتلال يهدف إلى تدمير الأقصى، وإقامة الهيكل مكانه، ضمن منظومة من الأساطير الدينية ترسخت في الوجدان اليهودي خاصة، وفي الوجدان المسيحي المتصهين (الغربي والأمريكي) عامة.
ويأتي هذا الكتاب البحثي ليقدم إطلالة تتبع تاريخ الأقصى: تأسيسا وبناء ووصفا على مر الزمان، ثم يعرض لأكذوبة هيكل سليمان، ومحاولات إسرائيل إعادة بنائه مكان المسجد الأقصى، زاعمين أن المسلمين بنوا الأقصى مكانه، وهو زعم باطل: تاريخيا، وأثريا، وتوراتيا. كما تطرق الكتاب إلى الأساطير الدينية التي استندت إليها الصهيونية المعاصرة، وأسست عليها مزاعمها، ومنها أسطورة الهيكل.