لم يقتصر إسهام الشابي على الشعر السياسي فقط، فقد ساهم في عودة الاتجاه الرومانسي في الشعر العربي متأثرًا بشعراء الرومانسية الأوروبيين، فالشابي يعد فذًا من أفذاذ عصره في الشعر، سقى الشعر بدمائه قبل أفكاره حتى عُرف شعره في جميع أنحاء الوطن العربي لصقله وعمق تجربته. وهنا نذكر أنه في كتاب "دراسات في الشعر العربي المعاصر" يشير مؤلفه الدكتور شوقي ضيف إلى تباين الأطوار النفسية في كتابات أبو القاسم الشابي الشعرية وهو ما جعله يتجه في قصيدته إلى مناشدة الطبيعة والحلم بحياة شاعرية وسط الجبال والوديان يتأمل فيها الكون ويغني فيها مع البلابل. لكن اتجاه أبو القاسم في شعره نحو الطبيعة كان مرتبطًا بحالته المزاجية؛ فأحيانًا تكون أنغامًا تنشد الجمال وتسبح في بحور الصفاء والنقاء .
والآن، فلنستعيد بعضا من قصائد الشابي، فهي المدخل المناسب لعوالمه الشعرية التي تجسدها هذه المختارات .