تذكر المعاجم العربية أن كلمة المدينة مأخوذة من (مدن بالمكان) أي أقام به وهي من المساكن ، لذلك تؤثر المدن في ساكنيها كما تتأثر بهم في نفس الوقت، فعلاقة التأثير بين المدن وسكانها تتحرك في الاتجاهين معا، وهو الأمر الذي يكسب المدن خصوصيتها، فتتميز كل مدينة عن سواها، ولعل هذا ما قصده الروائي التركي صاحب نوبل أورهان باموق حين يقول: «لكل مدينة صوت لا يمكن أن يُسمع في غيرها، صوتٌ يعرفه جيداً كل هؤلاء الذين يعيشون في المدينة، ويتشاركون فيه كأحد الأسرار».
وقد حدد اليوناني باوسينياس ( توفي في سنة 176 ميلادية ) ماهية المدينة فقال إنها " السلطة والجمنازيوم والمسرح والسوق وماء الشرب".