الأدب في حاجة إلى أن يستقل، وإلى أن يكون حرًّا لا يتملق ولا يترضى ولا يسعى إلى الناس، وإنما يسعى الناس إليه. والأدب بعد هذا كله، ومن أجل هذا كله، في حاجة إلى أن يستأني ويتمهل ويظهر حين يريد أن يظهر لا حين يريده الناس على الظهور. والأدب لا يبغض شيئًا كما يبغض العجلة، ولا يفسده شيء كما يفسده الإسراع … هو متمهل حين يبحث ويستقصي، وحين يشتق مادته ويستخلص معانيه، وهو متمهل مستأنٍ حين يؤلف ما جمع وما استخلص، ويلائم بين أجزائه. وهو متمهل مستأنٍ حين يصوغ هذا كله، ويضفي عليه الصورة التي يجب أن يضفيها عليه، وهو يحب أن يعيد النظر إلى نفسه مرة ومرة ومرات. وهو يريد أن ينظر إلى نفسه في المرآة، فيصلح هنا ويغير هناك، ويزيد في موضع، وينقص في موضع آخر، ويحاول أن يرضى عن نفسه قبل أن يظهر للناس. وليس شيء أشق عليه من أن يرضى عن نفسه؛ لأنه عسير لا يحب المياسرة، ولأنه ينظر دائمًا إلى مُثُل رفيعة، بعيدة المنال لا يكاد يدنو منها حتى تنأى عنه، ولا يكاد يبلغها حتى تفوته. طه حسين
الوعد الحق
طه حسين
bookالشيخان
طه حسين
bookالأيام : الجزء الأول والثاني
طه حسين
bookالفتنة الكبرى : علي وبنوه
طه حسين
bookالأيام : الجزء الثالث
طه حسين
bookدعاء الكروان
طه حسين
bookالفتنة الكبرى : عثمان
طه حسين
bookفى الشعر الجاهلى
طه حسين
bookمن أدب التمثيل الغربي
طه حسين
bookما وراء النهر
طه حسين
bookعلى هامش السيرة
طه حسين
bookالأيام
طه حسين
book