يرى "العظم" بأن أي مجتمع إنساني مُهَدد من المجتمعات الإنسانية أخرى في أي لحظة، وعلى أي منا التسليم بهذه الحقيقة، وأن يُقبِل على إيجاد المجتمعات التي توحد أعضاءها بأهداف مشتركة وتكون لهم مظلة حماية في أي وجه الأخطار، وذلك ما كان ليحدث إلا بالتخلي عن "الأنا" وما يتبعها من أهواء ومصالح هو السبيل للخلاص من التهديدات الدائمة أو على الأقل إيجاد المأمن منها، ففي الاجتماع قوة. وهذا ما حصل بالضبط مع الدول الإسلامية قُبَيْلَ انضمامها تحت لواء "الجامعة الإسلامية" فقد كان كل منهم يحمل من الجاهلية التعصب للهوى والعِرْق واللهث وراء المصالح الشخصية حتى أُنهِكوا من براثن الاستعمار الأوروبي الذي أتى على مقدرات بلادهم. ووسط الرفض الشديد والانتقادات اللاذعة من أوروبا لاقى مشروع الجامعة له مكانًا على أرض الواقع، فسرعان ما طفقت دول القارة العجوز بتقديم الحجج والبراهين على أن الجامعة بما تقوم عليه من صبغة دينية إسلامية ما هو إلا مشروع يهدف إلى الفتك بالمدنية والأمن والسلم الأوروبي والعالمي الذي هو نتاج لحروب وصراعات داخلية خاضتها أوروبا لقرون عدة حتى وصلت إلى ما وصلت غليه الآن من الشراكة والتعاون. يقوم العظم بدحض كل هذه الادعاءات بإظهار حقيقة الأسباب والدوافع والمبادئ التي قامت عليها الجامعة، وعليه فإن ما تدعيه أوروبا ما هو إلا مخاوف من اتحاد المسلمين بعضهم البعض واليقظة التي قد تتبعها.