ليس ناظر المدرسة الحديثة وحدة مهنية منعزلة تقبع وراء المكتب عاكفة على العمل الكتابي، وإصدار التعليمات إلى مجموعة وفية من العمال الطيعين ، بل إنه- أولا وقبل كل شيء- خبير في تشجيع الناس على أن يبذلوا قصارى جهودهم في إنجاز مهمات المدرسة العسيرة. وليس هذا بالواجب الهين، بل إنه يتطلب شجاعة كبيرة، ومهارة وإخلاصاً عظيمين.
وفي الصفحات التالية سحب الدكتور برستوود الخبير التربوي العالمي من رصيده الضخم- بوصفه حجة في هذا الميدان- ومن خبرته بوصفه مدرساً ورجلاً عاملاً من رجال الإدارة المدرسية، ليقدم لنا- عن علم- مدخلا عملياً لحل كثير من المشكلات التي تتحدى الذين يعلمون معاً في المدارس الثانوية، وهي مشكلات دقيقة وحاسمة بالنسبة لنجاح المدارس، كما أن لها أهميتها بالنسبة للرجال المخلصين الأذكياء المبدعين الذين يعتبرون التدريس رسالة أكثر مما هو وسيلة لكسب العيش، وهي مشكلات الناس الراغبين في أن يعملوا معاً في جو يتفق مع أهداف التربية والتعليم.
