ما كانت جيوش الروم ولا جيوش الفرس خلوًّا من عقيدة يؤمنون بها ويقبلون على الموت في سبيلها، وما كانت قبائل الهند أو آسيا الوسطى تجهل الدين أو تهمله في معيشتها اليومية فضلًا عن المراسم التي تصحب المتدين من مولده ولا تفارقه مدى الحياة.
أيقال إنها دفعة الدين الجديد ميزت عقيدة الإسلام على سائر العقائد في ذلك التنازع بين الدول والأديان؟
إن دفعة الدين الجديد ولا شك سبب لا يهمل في هذا المقام، وقد يسبق إلى الخاطر لتفسير قوة الدعوة في القرن السابع للميلاد وفي القرن الثاني عشر يوم كان القائمون بالدعوة في آسيا الوسطى أقوامًا من الأفغان والترك دخلوا حديثًا في الدين.
لكن كم عقيدة جديدة صنعت مثل هذا الصنيع؟ وكم ظاهرة كهذه الظاهرة تكررت في تواريخ الدول والأديان؟
عباس محمود العقاد