«انكمش (هريدى) فى مقعده، فى ركن ذلك المقهى الصغير، فى قريته، الرابضة فى حضن الجبل، فى أعماق أعماق الصعيد، وهو يستمع إلى حكايات رواد المقهى، عن بطولات شبابها، الذين ثأروا لقتلاهم، عبر تاريخ القرية الطويل، والذين حملوا السلاح، وأطلقوا الرصاص على القتلة بلا تردد..
كان يعلم كغيره أن تلك البطولة الزائفة قد كلفت أصحابها الكثير، وأنها قد ألقت ببعضهم خلف القضبان، لمدد تتجاوز أصابع اليدين، وألقت بالبعض الآخر لمدد تزيد على عدد أصابع الجسم كله، فى حين تدلى من أجلها البعض فى حبل المشنقة.