يستفيض "العظم" في كتابه في دراسة أسباب احتياج الإنسان للأديان بالفطرة وبحثه الدؤوب عنها منذ بداية الخليقة؛ ولعل هذا يكمن بوضوح في اعتزال بعض الأنبياء أقوامهم رغبةً منهم بمعرفة حقيقة الخلق والخالق. فحاجة البشر إلى الالتفاف تحت راية منظومة واحدة تشد أزرهم كانت الحافز الأول للبحث عن الأديان بل وانتشارها بصفة عامة، وانتشار وبقاء بعض الأديان السماوية بصفة خاصة، من ثم يأتي على شرح سلم التطور في الأديان وكيف ترتقي بارتقاء الشرائع والإنسان. تبرز الحاجة الملحة في عالم يعج بالفوضى استُحدِثَ فيه مصطلح "الإرهاب" واتُهِمَ به الدين الإسلامي من دون سواه، وما تبع ذلك من حملات الترويج لما يسمى بال"الإسلاموفوبيا" لاستحداث مؤلفات تبين حقيقة الجهاد في الإسلام في عصوره الأولى والذي لم يخالف أي شريعة سماوية، فقد ورد ذكره في جميع الأديان باختلاف الظروف والموجبات من جهة، وحقيقة انتشار الإسلام بمنأى عن حد السيف والإكراه بل بالتمدن في صدر الإسلام الذي كان قائمًا على القلم في المقام الأول والأخير. ويستيعد كل البعد أن يكون الجهاد عاملًا، عَظُم دوره أو صّغُر، في انتشار أي من الأديان السماوية التي تحث عليه، بل لا يعدو عن كونه وهم محموم يقف عند حد الظاهر من حكم مشروعية الجهاد في الشرائع.