في أوراق هذه المذكرات، تنبض حياة نبوية موسى (1890-1951)، الرائدة التي شقت طريقها في زمن كان النور فيه حكرًا على القليلات. أول مصرية تخطت حواجز العصبية والتقاليد الراسخة لتحصل على شهادة البكالوريا في عام 1907، متحدية معارضة دنلوب، مستشار وزارة المعارف. كانت لا تقف عند حد، فأصبحت أول ناظرة لمدرسة وأول مفتشة تعليم في مصر، وبادرت بإنشاء مدارس بنات الأشراف في القاهرة والإسكندرية.
من خلال صفحات هذا الكتاب، تروي نبوية يوميات كفاحها منذ الطفولة، حيث كانت تجتهد بكل الوسائل الممكنة لتتعلم القراءة والكتابة. تحكي عن المصاعب التي واجهتها بسبب التقاليد الجامدة التي كبلت طموحات الفتيات، وكيف لم تهن أو تستسلم بل واصلت النضال حتى نالت حقها في التعليم. مسيرتها لم تكن فقط نضالًا ضد التقاليد، بل كانت جهادًا ضد الجهل، فالتعليم بنظرها كان سلاحًا يحرر العقول كما يحرر الثوار الأوطان.مؤكدة أن التعليم هو أساس التقدم والاستقلال. انضموا إلينا في هذه الرحلة الفكرية مع واحدة من أعظم بنات مصر، التي أضاءت شوارع ومدارس تحمل اسمها اليوم كتكريم لتلك الروح النبيلة.