من ذا الذي يعرف نفسه حقًّا؟ ومن ذا الذي يثق بما تطويه نفسه من دخيلة، وبما يستره ضميره من خصلة؟ ومن ذا الذي يستطيع أن يوجه أهواءه وميوله وعواطفه وشهواته كما ينبغي؟ ومن ذا الذي يستطيع أن يوفق بين نفسه وبين واجبه حقًّا؟ أليس الإقدام الصحيح على شيء من الأشياء ينبغي أن يكون نتيجة للعلم الصحيح بهذا الشيء؟ ألست إذا أقدمت على الشيء وأنت تعلمه حقًّا استطعت أن تتجنب الخطأ وتتنكب الضلال؟ بلى! ولكن العلم الصحيح بالأشياء ليس ميسورًا وليس متاحًا لك في كل وقت. ألا ترى إلى آراء الناس كيف تتغير بالقياس إلى الأشياء العادية، فهم يرونها خيرًا ثم يرونها شرًّا، ثم يعودون فيترددون، ثم ينالهم شيء من الإهمال وعدم الاكتراث، هو الاعتراف بالعجز عن فهم الأشياء وتعرف حقائقها؟ ليس العلم الصحيح بالأشياء ميسورًا، ومن هذا تورط الناس في الأغلاط وتخبطوا في الظلمات. والأمر ليس واقفًا عند جهل الناس بحقائق الأشياء، وإنما هو يتعداه إلى ما هو شر منه، فأنت لا تعرف صاحبك كما ينبغي أن تعرفه، وأنت لا تتبين دخيلة خليطك وعشيرك كما ينبغي أن تتبينها. طه حسين
الفتنة الكبرى : علي وبنوه
طه حسين
bookالأيام : الجزء الأول والثاني
طه حسين
bookدعاء الكروان
طه حسين
bookالوعد الحق
طه حسين
bookالأيام : الجزء الثالث
طه حسين
bookالفتنة الكبرى : عثمان
طه حسين
bookالشيخان
طه حسين
bookفى الشعر الجاهلى
طه حسين
bookمن لغو الصيف
طه حسين
bookمن أدب التمثيل الغربي
طه حسين
bookمن أدبنا المعاصر
طه حسين
bookنقد وإصلاح
طه حسين
book