في أقل من ثلاثة أشهر فقدت مصر لسانيها الناطقين، وفقد الشرق العربي شاعريه العظيمين حافظًا وشوقي، وكأنما أراد القضاء أنْ يمهل أمير الشعراء شهرين وبعض شهر؛ ليرثي حافظًا، وينصفه بعد موته كما مدحه حافظ وأثنى عليه، وأعلن إمارته للشعر في حياته!. فلما قضى شوقي من ذلك حق الوفاء والإنصاف والعدل ألحقه الله بصاحبه في حيث لا تنافس ولا تفاخر، وفي حيث لا غل، ولا حقد، ولا موجدة. وقد كان شوقي يرجو - كما قال - أن يرثيه حافظ، ولو قد تأخر حافظ عن شوقي لقال إنه كان يرجو أنْ يكون السابق وأن يرثيه شوقي. وأمر الله نافذ، وكلمة الله هي العليا، فقد أراد أنْ يموت حافظ، وأن يتبعه شوقي بعد شهرين وبعض شهر، وأن يفقد الأدب العربي الحديث عَلَمَيه ولسانيه وشاعريه، وأن ترزأ مصر في ابنيها العزيزين دون أنْ تجد في أحدهما خلفًا من فقد صاحبه. طه حسين
الشيخان
طه حسين
bookالأيام : الجزء الثالث
طه حسين
bookالفتنة الكبرى : علي وبنوه
طه حسين
bookالفتنة الكبرى : عثمان
طه حسين
bookدعاء الكروان
طه حسين
bookالوعد الحق
طه حسين
bookالأيام : الجزء الأول والثاني
طه حسين
bookفى الشعر الجاهلى
طه حسين
bookمدرسة الأزواج
طه حسين
bookصحف مختارة من الشعر التمثيلي عند اليونان
طه حسين
bookمن أدبنا المعاصر
طه حسين
bookمن أدب التمثيل الغربي
طه حسين
book