في متاهة حياتنا اليومية، نقف على مفترق طرق من القرارات؛ بعضها يمر دون أثر يذكر، بينما قد يُعيد البعض الآخر تشكيل معالم وجودنا. تتبادر إلى الذهن تساؤلات محورية حول حقيقة هذه الخيارات: هل نملك فعلًا الحرية في اتخاذها، أم أن أيدينا مغلولة بسلاسل الظروف والعوامل خارجة عن إرادتنا؟ وهل الاعتقاد بأن بوسعنا اختيار مسارات مغايرة ليس إلا سراب؟ في هذا الكتاب، يغوص توماس بينك في أعماق هذه الإشكالية الفلسفية، مستعرضًا الجدل حول الإرادة الحرة منذ الفلسفة اليونانية مرورًا بعصر النهضة وصولًا إلى فكر العصر الحديث. يُقدم بينك رؤية جديدة ومحكمة تدافع عن وجود الإرادة الحرة، مقدمًا تحليلًا فريدًا يلقي الضوء على أحد أعقد الأسئلة الفلسفية وأكثرها إلحاحًا، وذلك في سرد ممتع يجذب القارئ لاستكشاف أعماق هذا الموضوع الشائك.