هذا الكتاب بمثابة واسطة العقد من بين دراسات المؤلف طه عبد الباقي سرور عن التصوف، فقد تميز بمناهج كاملة للتصوف وأهدافه ورسالاته، وما يحمل بين أجنحته من خير وهدى ورحمة للموقنين..كما عني عناية كبرى بتنقية التصوف من كل ما نُسب إليه ودُسَّ عليه من مذاهب فلسفية، ودجليات شعبية، مما امتلأت به حقائب التاريخ، وفاضت به صحف المغرضين ولحونهم.
وقد جاء هذا الكتاب – بحسب مؤلفه- ردًّا حاسمًا على هؤلاء الذين أمسكوا بمزمار إبليس، وراحوا يريقون السحر الخادع المضلل هنا وهناك، لينالوا من التصوف والمتصوفة، وليتسللوا إلى منائر الإيمان محطمين مدمرين. هؤلاء الذين ملئوا أفواههم بكلمات كأنها رءوس الشياطين غلظة وبشاعة، محاولين أن ينقضوا الصرح من أساسه، ويحطموا المحراب على الساجدين العابدين.
لقد أمسكوا وحدهم برحمة الله، ويبيعون الجنة لأنصارهم، واللظى والكفر والمروق لغير الساجدين على عتبات مَن يسجدون لهم، كل شيء بدعة، وكل شيء ضلالة، وكل تسبيحة جحود، وكل تكبيرة مروق إلا تكبيراتهم هم؛ حيث يحلو لهم التكبير والتهليل.