ينطوي هذا الكتاب على أدب وتاريخ وجغرافيا، مع غموضٍ والْتِباس في الفكر والتعبير، شأن لودفيغ في جميع كتبه، والكتاب - ليس للتسلية أوالترويح ، فلم يُكتَب باللغة الدارجة ولا على نَمَط الروايات ، وهو يتطلَّب - لفهمه والإحاطة بمعانيه ومعلوماته القيمة- صبرًا ودقةً وإنعامَ نظر.
ومن يطلع على كتب لودفيغ ومن إليه من أساطين الأدب في الغرب يتبين له ما بين الأدبين - العربي والغربي - من بونٍ واسع في الوقت الحاضر، مع ما كان من غنى لغة الأدب العربي في الزمن الغابر، ولا بد - لذلك - من تطعيم لغتنا الراهنة بما تحتويه معاجمنا من كلمات غير نابية، فلعلها تصير مألوفةً، وهذا ما سرت عليه بعض السير في كثيرٍ من الأسفار ، ولكن مع تفسير هذه الكلمات في هامش الصفَحات تسهيلًا للمطالعة.