لماذا الصبر الكامل؟
لقد كنا ندرس الإرشادات التي قدمها العلماء والممارسون حول أهمية تعزيز اليقظة الذهنية في حياتنا بناءً على التقنيات التي تقودنا إلى العيش في الوقت الحاضر ، وتقييم كل لحظة بشكل مكثف وتعتمد ممارسة اليقظة العقلية على التدريب على ممارسة عادات يومية وروتينية للبقاء مركزين على ما نقوم به ، دون ترك عقولنا تتجول في ذكريات الماضي أو الإنجازات المستقبلية. يجب أن تكون حواسنا مرتبطة بما هو موجود الآن ، بالبيئة والأشخاص من حولنا ، بالأعمال التي نؤديها ، وبجسدنا وعقلنا دون تشتيت الانتباه.
.
لكن ما هو الصبر ؟
التعريف العملي للصبر هو أنه القدرة على تحمل أو قبول الصعوبات والقلق دون الشعور بالإحباط أو دون تغيير الحالة المزاجية. وبشكل عام لا يوجد شخص لا يمر بأي من هذه المواقف: التأخير أو القلق أو الإحباط أو التقلبات المزاجية فمثل هذه المواقف هي جزء من الحياة ، سواء أحببنا ذلك أم لا.
ولتحقيق فهم أفضل لطبيعة مفهوم الصبر قدمنا مفهومين مرتبطين به هما ”أعداء الصبر” و ”أصدقاء الصبر”.
يجب على كل واحد منا أن يقوم بتحديد وتعلم من هم أعداء الصبر لأنهم السبب الرئيسي لاضطرابنا طوال اليوم وأعداء الصبر هم : الناس , والوقت , والمواقف, واختلال الأداء (الأشخاص الذين يعانون من ضيق الوقت في المواقف الصعبة) وعادة ، عندما ينفد صبرنا تمامًا نشعر بالانزعاج والضغط.
ورد الفعل بفقدان الصبر يؤدي إلى تفاقم الاجهاد والمواقف غير السارة وبالتالي نبدأ في بذل جهد للاستجابة بشكل مختلف للصعوبات أو المخاوف, وفي كثير من الأحيان ، أفضل ما يمكننا فعله هو تحمل وجود ”أعداء الصبر” وللقيام بذلك ، علينا أن نفهمهم بشكل أفضل.
وأخيرا وبينما نواصل التدريب على اليقظة الذهنية وممارستها ، من خلال التركيز على عناصر الحاضر ، يمكننا قبولها كجزء من الحياة ولتحقيق هذه الغاية ، نحتاج إلى توسيع نطاق إدراكنا للعالم وسلوكنا في مواجهة الصعوبات ، والتحالف مع ما نسميه ”أصدقاء الصبر”.
وتوجد طريقة بسيطة نسطيع من خلالها عدم نسيان أصدقاء الصبر وهى طريقة ”4س” وهى تشير إلى الحروف الأولى فى الإنجليزية لكلمات , الصمت ، والتنهد ، والابتسام, والثقة, وسنوضح بالتفصيل فى الفصول التالية هذه الكلمات الأربعة وكيفية التدريب عليها ، وكذلك أيضا سنعرض لأعداء الصبر وبالإضافة إلى ذلك فإنه كلما زاد تركيزنا على الحاضر ، والعيش هنا والآن ، زادت احتمالية أن نجد ”أصدقاء الصبر”.
