يعتبر يوم ۱۲ أغسطس سنة ۱۸۹6 ، وهو اليوم الذي سارت فيه قطارات الترام تشق شوارع العاصمة ، حدا فاصلا في تاريخ المجتمع القاهري ، إذ انتقل فيه من طور البداوة والتأخر الذي يتمثل في استخدام الحمير والخيل وسيلة للانتقال ، إلى طور الحضارة والمدنية الذي يتمثل في استخدام القوة الكهربائية.
لقد كان سواد الشعب في القاهرة يعانى مشقات هائلة في الانتقال من مكان إلى آخر ، فلما أنشئ الترام ، حدثت ثورة هائلة في جميع نواحي الحياة القاهرية . فطاب السهر ، وأصبح في متناول الجماهير وبخاصة الشبان الذين كانوا يقضون الليل في السهر . وبدأت الروابط الأسرية في التفكك ، وضعفت رقابة الآباء على الأبناء .