لو رجعنا إلى مصادِرِ التاريخ القديم فيما أمكنَ العثور عليه من الحفريات لوجدنا أنَّ الإيداع والاقتراض كلاهما قديمٌ ، وكان الإنسان يستكثرُ منها، فإن زادت عن حاجته ادَّخرها إلى وقتٍ الحاجة، وإن امتنعت عليه راح يلتمسها قرضًا ..
ولمَّا كان من الطبيعي أن يحتفظَ الإنسانُ بسلع معينة ، وأن يدَّخِرها لوقتِ الحاجة في مكانٍ أمينٍ خوف السَّرقة أو الغصب، فقد استودعها المعابد في أوَّلِ الأمرِ؛ لما فيها من مناعةٍ وقداسةٍ. وكانت معابد قدماء المصريين والآشوريين والبابليين والفرس والإغريق بها أمكنة خاصَّة لحفظ ودائع الأفراد. وقطع الخزف وجدران بعض المعابد ما تثبت نقوشه أنَّ تلك المعابد كانت تقبل الودائع وتقرض الأفراد؛ ممَّا جعل المؤرخين يقطعون بأنَّ معبد دلوس ومعبد أفيز ومعبد ساموس كانت تؤدِّي الأغراض التي تؤدِّيها شون البنوك في الوقتِ الحاضر.