قيل إنَّ ابن أبي ربيعة وُلِدَ يوم مات ابن الخطاب - رضي الله عنه - فكان الناس يقولون بعد ذلك: أي حق رُفِعَ وأي باطل وُضِعَ! ويعجبون لمجيء هذا إلى الدنيا يوم ذهاب ذاك.. فأما أنَّ حقًّا عظيمًا رُفِعَ من الدنيا يوم فارقها عمر بن الخطاب، فذلك ما لا ريب فيه ولا خلاف.. وأما أنَّ باطلًا وُضِعَ في الدنيا يوم جاءها عمر بن أبي ربيعة ففيه ريب وفيه خلاف.ونحن لا يعنينا أن يتفق المختلفون على نصيب ابن أبي ربيعة من الحق والباطل، فليكن له منهما ما يشاء ويشاء المختلفون.
وإنما يعنينا أن يستحقَّ الدراسة الأدبية أو لا يستحقها. وهو موضوع لا يختلف عليه الدارسون؛ لأنَّ ابن أبي ربيعة - ولا ريب - ظاهرة أدبية، وظاهرة نفسية قليلة النظير في الآداب العربية، وحَقُّه في الدراسة كحق جميع الشعراء المعروفين بهبة الفن وصدق التعبير.
عباس محمود العقاد