في أواخر القرن المنصرم، انفجر الإنترنت في وجوهنا، حاملا إلينا طوفانا هائلا من المعلومات التي تستقبلها حواسنا على مدار الساعة بشكل مكثف. وبرغم حسناته، والتسهيلات الكبيرة التي أدخلها على حياتنا، فالأمر من زوايا معينة، كان أشبه بانهيار سد هائل تسبب في اندفاع المياه إلى المزارع المحيطة وإغراقها ومن ثم تلف محصولها. إننا نكاد لا نفلت من الاتصال بالأنترنت لحظة واحدة، وإذا حصل ذلك، بسبب ضعف الشبكة أو انتهاء الرصيد، يصاب أحدنا بالتوتر والقلق ويشعر أنه معزول عن العالم، ويسارع لإيجاد حل لهذه المشكلة، التي في حقيقتها، ليست مشكلة على الإطلاق. إن المشكلة الفعلية هي شعورنا بالرعب والفراغ حين نفقد الاتصال بشبكة الإنترنت، وبدون مبالغة، نستطيع ان نطلق على تلك الحالة مسمى: الإدمان الرقمي.