برز في العصر الحاضر الحديث عن المعقول واللامعقول. وأصبح ما هو لا معقول بدعة جارية في كل مكان، حتى يمكن أن نسمي هذا العصر بعصر اللامعقول، إن في مظاهر السلوك والعادات المتغيرة، وإن في الأمور العلمية التي أصبحت المخترعات فيها من قبيل الخوارق المذهلة.
فما هو لا معقول في نظر القدماء وإلى عهد قريب جدا أصبح من قبيل المعقول. وما كان يعد معقولا أصبح يعد لامعقول. وهذا يقتضي منا أن ننظر في أمر المعقول واللامعقول، وأن نتبين ما المقصود به على الحقيقة. وبيان ذلك لن يتم إلا من خلال هذا البحث كله.