تعذر على الإنسان في البدء بين الموت والحياة لعدم نضوج عقله وقوة ملاحظته أو لانشغاله بما كان له أهم من ذلك، كالقنص والصيد والدفاع عن النفس، ويجب أن يضاف أيضاً إلى ذلك أنه لم يكن اجتماعياً، أو لأن أغلب حوادث الموت كانت غير طبيعية؛ إذ كانت نهاية الإنسان القتل أو الافتراس أو الموت في مجاهل الغابات.
فلما قل تعرض الإنسان للخطر أصبح اجتماعياً انتبه إلى النوم الطويل. فإذا ما فسدت الجثة كان أول ما يبحث عنه السبب في ذلك وكثيراً ما كان يصل به عقله إلى أن ما يراه نتج عن فعل فاعل أو من سحر.. هكذا توصل الإنسان إلى التفريق بين الروح والجسد.