الصورة التي سترد إلى ذهنك عادة عند التفكير في الفلسفة هي صورة كهل ، في مكتب مترب سيئ الإضاءة، يعكف على قراءة مجلدات ضخمة عصية على الفهم، ثم يبدأ بملء صفحات وصفحات بمزيد من الأشياء المعقدة التي لن تهم أحدا.
لو كانت هذه فكرتك، وهي فكرة كثيرين عن الفلسفة، فلا شك أنك ستفاجاً مفاجأة هائلة لو رأيت هذا المشهد: العام هو ألف وتسعمائة وخمسة وأربعون، المكان هو (Club Maintenant) بالقاعة المركزية في باريس، حيث احتشد عدد هائل من الناس الذين تزاحموا على شباك التذاكر، وتحطمت الكراسي في تدافعهم، وأصيب بعضهم بالإغماء بسبب الحرارة والزحام.
كان السبب في هذا الحشد هو محاضرة للفيلسوف الفرنسي الشهير جان بول سارتر ( Jean-Paul Sartre)، وهو أحد أشهر فلاسفة القرن العشرين في فرنسا.
في هذه المحاضرة كان سارتر يقدم أفكاره الأساسية عن الفلسفة المعروفة باسم «الوجودية»، التي يعدُّ هو أحد أهم أعلامها.