دعاء الكروان

في هذه الرواية الخالدة لعميد الأدب العربي، تندمج تغريدات الكروان الشجية مع صرخات القهر والظلم. تأخذنا "طه حسين" بواسطة شخصية "آمنة"، فتاة ريفية رقيقة الحال، في رحلةٍ من العوز والترحال إلى عالم مليء بالغدر والانتهاكات. تقودها رغبة الثأر والانتقام إلى فعل المستحيل. تستمد الرواية قوتها من أحداثها الواقعية، وتجعلنا نرى تأثيرها على مجتمعاتنا المعاصرة، حيث يُضطهد دور المرأة ويُهضم حقُّها. لا عجب أن الفيلم السينمائي المستوحى من هذه الرواية يسلبُ عقول وأفئدة جمهور الفن السابع، فهو يتصدر قائمة أفضل الأفلام في تاريخ السينما المصرية. تظل أصداء "دعاء الكروان" تتردَّد على صفحات الفن والأدب، حيث يستمر القارئ في استنباط المعاني من معين قلمٍ سرديٍ راقٍ، بديعٍ وبليغ. تمزج الرواية بين الجمال اللغوي والتأثير الاجتماعي، فتبقى حاضرةً في أذهاننا كعمل أدبي بارز ومؤثر.