المستهدف في هذا الكتاب تعزيز سبل دراسة النص الأدبي بوصفه نسيجا؛ فنتأمل بناءه الرأسي، والدوائر الدلالية الكامنة خلف هذا البناء، والتي تتقاطع معه، ونتمعن في إشاراته الأسلوبية وما تبثه من إيحاءات ودلالات، فتلك عملية مكتملة، لا تقف – بالطبع –عند الرأسي أو الأفقي كليهما، بل تدرس لحمة النص وسداته بشكل شمولي، في استكناه ما يختزنه النص من أبعاد ثقافية واجتماعية تفهم من شفرات النص، وتُضاء بتحليل الناقد.
إن تلك الاستراتيجية تعيد قراءة النص كوحدة واحدة، بعيدا عن القراءات التي تمعن في عرض جماليات الشكل، أو القراءات التي تقف عند طروحاته الفكرية، وقد ينجرف القلم الناقد فيحمل النص ما لا يحتمل من رؤى.
وقد رأى الباحث أن تكون مدرستا الهرمنيوطيقا (علم التأويل)، والسيموطيقا (علم العلامات) منهجين أساسيين يعتمدهما في قراءاته، وهذا لا يعني أنه سيقتصر على هذين المنهجين فقط، بل هو ساعٍ إلى الاستفادة من مناهج نقدية أخرى مثل البنيوية والأسلوبية والسرد، والنقد الثقافي والاجتماعي وغيرها، وهذا ما يلمسه القارئ في مباحث الكتاب: النظرية والتطبيقية.