ديوان شعري لافت يقيم تفاعلا خلاقا مع بيئة الشاعر، ومع لحظته الراهنة من خلال قصائد شديدة التكثيف والإدهاش، تعتمد حس المفارقة التي تتشكل عبر حواريات تجعل الرؤية لا تسير في اتجاه واحد، وهذه الحواريات في الغالب تكون مع النفس ، مما جعلها تسبح في جو من الهمس العميق.
وتقع هذه القصائد في المنطقة البينية بين أنواع أدبية مختلفة، خصوصا فن الشعر وفن القصة القصيرة جدا، ومن ثم تنفلت هذه القصائد في الغالب من الشعر القائم على الاستعارة لتتفاعل مع الشعر القائم على السرد. ويبدو في هذه القصائد التفاعل مع التراث بطريقة هاربة لا تمثل ثقلا نوعيا على القصائد، وإنما يبدو التراث وكأنه رماد ثقافي خصب مبثوث فيها، كما يبدو الفكر الفلسفي في صيغة فنية لافتة تجعله ينبض بالحياة.
ويسجل البصر حضورا نوعيا في هذا الديوان، فهو ديوان يعتمد بالأساس على ما تبصره الذات الشاعرة، وليس على ما تسمعه من إبداع شعري سابق، فهو يؤسس لرؤية فنية خاصة تعتمد على ما يراه هو لا ما أنتجه سابقوه.
لقد حاولت هذه القصائد أن تنفلت من كل ما تم تكريسه من سمات القصيدة الجمالية السابقة، لتشكل هي جمالياتها الخاصة بها.