يسعى الباحث إلى تقديم دراسة عن حقوق الطفل في الشريعة الإسلامية، وكان السؤال المطروح - وأمامه عشرات الدراسات والبحوث التي أوفت هذا الموضوع حقه، وأبانت جوانبه، وعمّقت مقاصده- ماذا يمكن أن يضاف إلى جهود السابقين ؟ كي لا يأتي الجهد تكرارا، أو تجميعا لما قاموا به؛ فقد يكون به قدر من المساهمة في التراكم المعرفي والعلمي المكتسب في هذا الموضوع، ولكنه لن يضيف إلا القليل.
وفي ضوء هذا السؤال جاءت الرؤية البحثية في هذا الكتاب، بتطلع الباحث إلى الواقع المعيش في عالمنا العربي والاسلامي، وإعمال النظر في المستجدات والطوارئ الكثيرة على الساحة، والتي تتصل بالفلسفات الغربية، وشعارات حقوق الإنسان، وما ينبثق منها من حقوق المرأة والطفل، فكان من المهم مناقشتها، متخذًا منهج المقارنة بين ما جاء في الشريعة الإسلامية، وما أوردته هذه الأفكار والمواثيق من مستجدات ودعوات؛ أملا في تبيان عظمة الشريعة وقيمِها، أمام المرجعية الفكرية العلمانية بكل ما تحمله من منظومات وتشريعات ورايات.
كما اتجه نظر الباحث إلى المشكلات في واقع المجتمعات الإسلامية والغربية على السواء، فهل استطاعت هذه المجتمعات رغم البون الحضاري الكبير بينهما أن تحفظ حقوق الطفل، وتصونه، وتحفظ أيضا حقوق الأمهات والآباء؟