في بلادنا كثير من المسنين الذين بلغوا الستين أو السبعين نستطيع أن نقول إنهم بما يبدو من سلوكهم، لا يستمتعون بالحياة بل يقاسونها، فهم يعانون أمراض الجسم وخواء الذهن وضمور النفس. قد فقدوا أهدافهم، وانقطعت الصلة بينهم وبين عصرهم. فهم في ألم أو تذمر. وإنك لتنظر إلى أحد هؤلاء وهو في الستين فتحس أنه من حيث الحيوية يعد ميتًا قد تأخر دفنه، وأن شيخوخته صحراء لا تحتوي نضرة ولا زهرة.
ومشكلة الشيخوخة هي مجموعة من المشكلات الصحية والنفسية والذهنية، ولكنا نعتقد أنها قبل كل شيء مشكلة نفسية ،لأن كثيرًا من المسنين يهرمون بالوهم قبل أن يهرموا بالشيخوخة. وهم يعانون خواء ويكافحون سأمًا. ويحسون احتقارًا، كان يمكن ألا تكون لو أنهم وجدوا الإرشاد وعالجوا صعوباتهم وأصروا على أن يعيشوا دون استسلام للهزيمة.