التحليل الاقتصادي منهج علمي للبحث وأسلوب منطقي للدراسة الاقتصادية، من خلاله يمكـن تفـسير العوامل المؤثرة في سلوك الظواهر الاقتصادية، ويمدنا بالأدوات المنطقية المختلفة، التي يتم استخدامها لاستنتاج النظريات الاقتصادية المختلفة، فإن كانت النظرية تمثل الخلاصة، فإن التحليل يمثـل منهـاج البحث.
وثمة تصنيفات مختلفة لأنواع التحليل، تعتمد على معايير مختلفة، تتعلـق بحجـم الوحدة الاقتصادية التي يتناولها التحليل، ودرجة الشمول التي يريدها القائم بالتحليل ويمكـن تـصنيفه إلى تحليل جزئي، وتحليل كلي. وكلاهما يهدف إلى فهم أسباب حركة العملات واستشراف اتجاهاتها استناداً إلى المعطيات الاقتصادية ، وهذا ما يناقشه هذا الكتاب الذي نقله إلى العربية المترجم القدير ماهر نسيم، وتدور فصوله حول بعض وسائل تحليل المشكلات الاقتصادية؛ ولكنه لا يعالج علم الاقتصاد كله؛ وإنما يعالج جوانب معينة منه، وبخاصة التخطيط الاقتصادي -أي وضع السياسة الاقتصادية- من ناحيتين: الأولى تأثيرها على نمو الاقتصاد القومي وتماسكه، والثانية تأثيرها على البنيان الاقتصادي. ومن هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي اشترك في تأليفه ثلاثة من أهم الاقتصاديين العالميين في منتصف القرن العشرين وهم «مارشال روبنصون» و«هربرت مورتون» و «جيمس كولداروود».