يتحدث كتاب "الغدة الدينية الراسبوتينية" للكاتبة بسنت حسن عن العلمانية كمبدأ حديث، وتعارض الكاتبة في هذا الكتاب فكر الإخوان المسلمين والأصولية المتشددة التي يرغبون من خلالها أن يسيطروا على الناس والبلاد. ومن وجهة نظر الكاتبة بسنت أن العلمانية التي تعتبر فكراً تنويرياً جديداً، يجب أن تطبق حتى يتم احترام جميع الأديان بلا أية استثناءات، دون الثَوران على دين دون الآخر، فهي ترى هذا مثل الحلم والخطة المستقبلية الجديدة، عوضاً عن أولئك الذين يظنون نفسهم أنهم الوحيدون الذين يملكون الحقيقة ويعرفونها، بينما هم ما إلا دمة متحركة، يُسيّرها الإنتحاريون في القنابل والأحزمة والسيارات الملغومة.
وتدعو بسنت لمحاربة الإرهاب بكافة أشكاله وأنواعه، فكرياً أو جسدياً أو مجتمعياً، كما تدعو رواد شبكات التواصل الاجتماعي للمشاركة بهذا الرفض لتلك الفئات التي تتعصب تجاه الآخر، وتود حرمانهم من حرياتهم. وكشفت بسنت عن سبب تسميتها للكتاب بهذا الاسم قائلة: "قررت أن أعلن الحرب على أنماط التفكير الظلامي في مصر والعالم العربي، وأن أوضح المفاهيم الصحيحة التي تعيد للدين مكانه الصحيح وهو قلب الإنسان لا كرسي الحكم، لذلك فكثير من المصريين والمسلمين في العالم التهبت عندهم غدتهم الدينية وأصبحت تفرز علينا إفرازات غير صحية".
ومن أجواء الكتاب":كيف يتقبلك نظام، ليس شغوفاً بك؟ وكيف تقبل نظام، لست شغوفاً به؟ تماماً كما لا يمكنك تقبل حياة لست شغوفاً بها، إلا إذا كنت ممن يحتملون مجرد البقاء على قيد الحياة لدفع الفواتير وانتظار انقضاء الأجل، الحياة في قفص زجاجي قد تبدو مريحة وربما أنيقة لمن يؤثرون السلامة فقط، أما من يشعرون تجاه الحياة بشغف عريق وأنهم يحرسون شيئاً ما مهماً في تاريخ الإنسانية، أو تاريخ هذا الوطن على أقل تقدير، لا يمكنهم الوقوف على الحياد تجاه ما يرتكب من جرائم، ليس فقط في حق التاريخ بل في حق الحاضر والمستقبل الذين ينوي البعض مصادرته، هؤلاء لا يمكنهم بأي حال الانبطاح أو الرضوخ لما يقرره الآخرون نيابة عنهم، وكأن لا وجود لهم على ظهر تلك الأرض."