في تواريخ البشر القديمة والحديثة لا نجد عصرًا كعصر اشتهر فيه السريان بآثارهم وتصانيفهم وانجازاتهم الطبية والفلسفية والتاريخية في كلتا اللغتين السريانية واليونانية، ثم لقَّنوها العرب، وهؤلاء بدورهم ألقوها إلى الشعوب المجاورة التي استفادت وأفادت؛ فكان ذلك كله من جملة الدواعي إلى النهضة الثقافية المنتشرة الآن شرقًا وغربًا .. هكذا يتضح اتضاحًا جليًّا ما قام به السريان من الخدم الجُلَّى، لا للحضارة فقط بل للعلم والإنسانية معًا.
مرَّ على الأمة السريانية عصور ذهبية تألَّق فيها سناء فضلها وضياء عزها؛ فرأى المؤلف أن يلتقط طرفًا من أخبارها في تلك الحقب السعيدة ويدوِّنها في كتاب ينقل إلى الخلف مآثر الجدود ومفاخر السلف.