يرجع اهتمام الأوروبيين باللغة العربية إلى القرن العاشر للميلاد ، فمن ذلك الحين أخذوا يحشدون في خزائنهم ما ألَّفه العرب في الطب والفلسفة والرياضيات والطبيعيات والكيمياء والنجامة والأدب واللغة ، وجعلوا يترجمونها إلى لغاتهم، ثم ازداد هذا الاهتمام على أثر احتكاك الإفرنج بالشعوب الشرقية في أثناء الحروب الصليبية (١٠٩٦–١٢٩١)، فكانوا يشترون ما تقع عليه عيونهم من المخطوطات الشرقية؛ لاعتبارهم إياها من الآثار القديمة الغريبة الشكل واللسان والمجهولة في بلادهم.
ومن الأدلة الراهنة على ذلك أن لويس التاسع ملك فرنسا (١٢٢٦–١٢٧٠م)، لما عاد من الحرب الصليبية نقل معه من مدينة دمياط مخطوطات عربية وقبطية، زين بها خزائن قصره، واحتذى حذوه كثيرون من أمراء الفرنسيس وأغنياء حجَّاجهم الذين رافقوا الملك في زيارته الأماكن المقدسة.