عرفت دائرة المعارف (جلوب) "الكشف أنه قوة يعتقد العامة بوجودها عند بعض الناس، ويستطيعون بها أن يبصروا في الظلام، وأن يصفوا أشياء لا يرونها بأعينهم، ولكن الناس يظنون أنهم يدركونها، وأن في استطاعتهم أيضا أن يصفوا الأشياء التي يحجبها عن أبصارهم أية مادة معتمة كصندوق مثلا ".
وأنت مع ذلك لا تعدم أن تجد في كل وقت بين من يدعونهم (المحنكين من رجال العلم) من يسخرون من فكرة كهذه. فلو أن شخصا جاء قبل سنة 1895 وادعى أن الأيام ستمكن الإنسان من مشاهدة العظام الدفينه في أي جسم حي، بل ستمكنه من أن يرى بعينه المجردة كيف يؤدي القلب النابض وظيفته، لما كان الجواب إلا الازدراء والحكم بأن قوله هذا "سفسطة لا يقبلها العقل". وأنت تعلم فضلا عن ذلك أن العثور على الأشعة السينية المعروفة لم يكن إلا وليد الصدفة. ذلك أنه بينما كان الأستاذ رونتجن عاكفا على إجراء بحوث في ناحية أخرى، أدهشه أن يرى هذه الأشعة تظهر له، وتكون نتيجة ثانوية للتجربة التي كان يجريها. ومعنى هذا أن الكشف عن هذه الأشعة التي تخترق المادة قد كان وليد الصدفة المحضة، مثله في ذلك مثل راكب الدراجة إذا اصطدم في أثناء جولته بعصفور صغير.