يؤكد هذا الكتاب على أن الأب الناجح هو أولاً وقبل أي شيء هو زوج صالح، فالعلاقة بين الرجل وزوجته جانب هام من جوانب دوره كأب ومتى كانت هذه العلاقة متينة سعيدة فإنها تصبح الأساس الذي تبني عليه الأسرة صرح الحب المتبادل والاحترام. كما ينبغي أن يتفق الأب والأم على معايير السلوك، وأن يؤيد كل منهما الآخر فيما يتخذه من قرارات.
والمهم أن نتيح للطفل أن يتعلم من خبراته الخاصة أكثر مما يتعلم من خبراتنا نحن. ولنعلم أن حياة الأسرة شركة بين الأم والأب والأبناء، وكل علاقة بين طرفين في الأسرة لها أهميتها. فعلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة لها أهميتها الكبيرة جداً في دور الأب كأب وفي دور الأم كأم، لذلك فإن دراسة الأبوة أمر يفيدنا كثيراً فيوجهنا إلى فهم أنفسنا. ويوجهنا إلى التفكير فيما تتبعه في بعض المواقف. فالأب يتحير أحياناً فيما يجب عليه أن يعمله إذا تشاجر الأبناء أو إذا ألحوا في طلب النقود أو عندما نعدهم بأمر من الأمور أو عندما نريد أن نعلمهم بعض ما يتعلق بالمراهقة والبلوغ أو غير ذلك من الأمور والمواقف التي لا حصر لها.