الإنسانيون العظماء صنفان .. صنفٌ يحيا حياة الداعية المكافح الذي يحاول تغيير المجتمع البشري، فهو يكتب ويؤلف ويعمل ويغير، والأنبياء من هذا الصنف. ولكن هناك إنسانيين من غير الأنبياء، أو بالأحرى هم طراز جديد من الأنبياء، يحاولون تغيير المجتمع؛ مثل كارل ماركس، وجان جاك روسو، وأفلاطون. ولا نكاد نسأل عن حياتهم الشخصية؛ لأننا نقنع بمذهبهم الاجتماعي.
وصنفٌ آخر يحيى حياة القديسين أو ما نفهمه من معاني القداسة، فهم ينصبون أنفسهم للخير، ويجعل كل منهم شخصيته مثالًا وقدوة لهذا الخير، ليس لتغيير المجتمع، أو إذا كان لهم ذلك، فهو يتضاءل خلف حياتهم العظيمة.
هذا رأي للكاتب القدير سلامة موسى في إحدى مقالاته التي يضمها هذا الكتاب بين دفتيه، والكتاب حافل بالمقالات القيمة الجريئة التي تفتح آفاقا من المعرفة والفكر والفن، وربما يكون اسم الكتاب خير مدخل لقراءته.