الغريب في أمر الذين يشكون الأمراض النفسية أنهم يخجلون من أنفسهم ومن غيرهم، فيحجمون عن استشارة الأخصائيين في هذه الأمراض، ظنا منهم أن الاعتراف بها عار لا يمحى، فيتسترون ناسين أن العلل النفسية كالبدنية لا تكون مدعاة للخجل منها والتستر عليها. ولعلهم لا يعلمون أنهم في الوقت الذي فيه يخفون ما يكدر نفوسهم وينغص حياتهم، يقرأ الناس على جباههم وما يدور برؤوسهم وما يصيب نفوسهم، فيشفقون أو يستاءون، ثم يتهامسون.