في زمن تتشابك فيه خيوط الثقافة والفكر بأسلوب معقد، يأتي كريستوفر باتلر في كتابه ضمن سلسلة «مشاهدات أدبية» ليضعنا أمام مرآة الأفكار ما بعد الحداثية، مستكشفًا تأثيرها العميق على مختلف مجالات الحياة من الأدب إلى الفنون المرئية، ومن الأفلام إلى العمارة والموسيقى. يغوص الكتاب في أعماق النظرية ما بعد الحداثية ليكشف عن طبيعة هذا التيار الفكري والثقافي المعقد، عبر مناقشة أعمال فنانين ومثقفين ونقاد يشكلون «حزبًا سياسيًّا مُشاكسًا» مثل سيندي شيرمان وسلمان رشدي وجاك دريدا وغيرهم. بأسلوب مُمتع وإطار نظري مُبهر، يُقدم باتلر فحصًا دقيقًا لـ«حالة ما بعد الحداثة»، متنقلًا من تسييس ثقافة المتاحف إلى نقاشات الصواب السياسي، مقدمًا دعوة جريئة لاستيعاب وفهم هذه الظاهرة المعقدة.