كانت الإدارة من أهم المجالات التى شملها التغيير والتطوير فى سنوات القرن الماضى وخاصة السنوات الأخيرة قرب نهاية القرن، وقد أصبح التطوير المستمر هو السبيل للبقاء فى مواجهة المتغيرات المعاصرة، حيث كل شىء فى تطور مستمر، المجتمع فى حركة مستمرة سواء إلى الأفضل أو الأسوأ، تطلعات الأفراد والجماعات فى تصاعد للبحث عن مستويات أفضل للمعيشة والرفاهة الاقتصادية والاجتماعية وفرص العمل الأوفر، الموارد البشرية فى تطور مستمر والعاملين ذوى المعرفة Knowledge Workers هم الأساس فى المنظمات الجديدة، والذين يسعى إليهم سوق العمل، نحن نعيش عصراً ثنائي التوجه، التوجه الأول، "عولمة" أحالت العالم إلى قرية صغيرة وغيرت شكل الحياة بما ابتدعته من انفتاح وتواصل بين الشعوب والدول بفضل تقنيات الاتصالات والمعلومات وفى قمتها شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى.
والتوجه الثانى، أن تحولت كثير من المجتمعات الإنسانية إلى "مجتمع المعرفة" تنهل من نتاج عقول البشر وإبداعاتهم الفكرية ومستحدثات العلم والتقنية ما تحيل به حياة مواطنيها إلى مستويات متعالية من الرفاهة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية الحقة.
وكانت "الإدارة الحديثة" هى نتاج التزاوج بين "العولمة" و"المعرفة" فساعدت على انتشار العولمة وتهذيب ممارستها، كما ابتكرت الأساليب والنظم لتوظيف المعرفة المتجددة وملاحقتها بتطبيقات طوًرت منظمات الأعمال، وكافة المنظمات والمؤسسات المجتمعية، وأسهمت بذلك فى تطوير حياة الناس إلى مستويات أفضل بشكل عام، إلا من استثناءات لا يزال العالم يعانى من دول وسياسات وجماعات توظف العولمة والمعرفة فى تحقيق أهداف شريرة! ".