الزواج ظاهرة كونية عامة ، تنطبق على جانبيه: المادي والمعنوي، فتشمل عالم الإنسان والحيوان والنبات: حيث ظاهرة الذكر والأنثى، و أيضا عالم الجماد: بالموجب والسالب، وعالم الأفكار: بالصواب والخطأ، وكذلك المشاعر: فالرضا وهذا التشبيه مع الفارق؛ إذ لا يمكن أن تنطبق الزوجية في عالم الإنسان على الزوجية في نظام الكون من كل وجه، إلا أنه يدل على أن نظام " الزوجية ليس دائرة ضيقة ولا أفقاً محصوراً مقصوراً على الإنسان أوالحيوان أو النبات؛ بل هو سنة كونية كلية مرتبة، اتخذت مكانها في أنواع الكائنات كلها، وقسَّمت أفراد كل نوع قسمين أو زوجين، وحلَّت في أحد القسمين بسر يخالف السر الذي حلت به القسم الآخر، ولا تُعطي سنة الله ثمرتها بإيجاد النوع إلا إذا التقى السِّران، واجتمع الزوجان .