إفريقيا ثاني القارات اتساعا يمر خط الاستواء بوسطها تقريبا. تفصلها عن آسيا البحر الأحمر وعن أوروبا البحر الأبيض المتوسط وتبلغ مساحتها 12 مليوناً من الأميال المربعة ( أي ثلاثة أمثال مساحة أوروبا تقريبا ) وسواحلها غير متعرجة مما أثر ثأثيرا كبيراً في مناخها وحضارتها. بالرغم من ظهور أقدم المدنيات على السواحل الشمالية للقارة الأفريقية فإن معظمها قد ظل مجهولا حتى أواخر القرن التاسع عشر ، ويعزي ذلك إلى أسباب منها : قلة تعاريج سواحلها وعدم ملاءمة معظمها لرسو السفن. وكثرة الغابات الكثيفة والمستنقعات الواسعة التي ينتشر بها الذباب والبعوض والحميات..كذلك كثرة وجود الشلالات والجنادل بالقرب من مصبات الأنهار..أيضا وجود الصحاري التي تحول دون الأجزاء الداخلية.. أيضا ارتفاع القارة بالقرب من السواحل.
وتختلف درجات الحرارة في أنحاء القارة الأفريقية باختلاف المناخ والتضاريس فحضارة سكان الغابات الاستوائية لا زالت أولية لشدة الحرارة وكثرة المستنقعات، أما في أراضي الحشائش فالحضارة لا بأس بها لقيام الزراعة، وفي الصحاري التي توجد شمال وجنوب أرض الحشائش نجد الحضارة متأخرة، أما الجهات الواقعة شمال القارة وجنوبيها فذات حضارة متقدمة لاعتدال المناخ وسقوط الأمطار وجريان الأنهار.