الصحابة، أولئك الرجال الذين حملوا نور الإسلام بقلوبهم وعقولهم، بأرواحهم وأبدانهم، بأموالهم وأنفسهم، جميعهم شرعوا في الإصلاح، والبناء لتحقيق الوعد الرباني، فكانت حضارتهم خير حضارة، وسياستهم خير سياسة، هم أطهر الناس قلبًا، وأشدّهم إخلاصا -بعد الرسل والأنبياء- وإيمانًا لما احتملته قلوبهم، ونطقته أفواههم. تشاركوا في حمل هذا النور الرباني، الذي اقتبسوه من خير الخلق كلهم، من محمد، صلّى الله عليه وسلم، وجميعهم كانوا تلاميذ في مدرسته، المدرسة التي بنت حضارة تميزت ببنائها المكين من أي حضارة أخرى، فعليهم رضوان الله ورحمته.