هذه هي «رسالةُ الهناء»، وهي - كما تبدو لقارئها - رسالةٌ بعث بها «أبو العلاء» إلى بعض معاصريه من الكبراء، يهنئه فيها بقدوم وزير السلطان «شبل الدولة»(1)إليه، ونزوله عليه.
وما نعلم - على التحقيق - من شأن هذين الكبيرين، أو الوزيرين، أو المشيرين، أكثر مما أفضى به إلينا «أبو العلاء» في ثَبتِ هذه الرسالة، فأدركنا من سياقه أن كليهما كان مشيرًا للسلطان «شبل الدولة»، الذي أُلِّفَتْ في عهده «رسالة الغفران»، كما ينم بذلك قول شاعرنا:
وسيدانا الأستاذان - أذلَّ الله معاندهما أخرى المنون، إذا كان السلطان «شبل الدولة» أسد النجوم، كانا - لا محالة - ذراعيه، وإن أغلق باب الرأفة فتحا مصراعيه.
كامل الكيلاني