لقد حاول المؤلف وضع القارئ، إنما فوق قمة الحوادث، وإما في منتهى أعماقها حتى يتسنى له أن يحس أثناء القراءة قدر المستطاع، بمثل أحاسيس من يقرأ عنهم، وحتى يستطيع أن يحكم على مجرى الحوادث التي ذكر له تفاصيلها وظروفها وملابساتها حكما صادقاً متزناً.
وقد نجح بالفعل في أن يضع بين يدي القارئ طائفة من التجارب الفذة الزاخرة بالوقائع والأحداث في الزمن والفضاء تشهد بشجاعة الإنسان ونزعته الجريئة للكشف والاستطلاع، وبما انطوت عليه سجيته من إرادة للسيطرة على البيئة المحيطة به، وتشهد كذلك بما له من وسع الحيلة في ابتكار ما يكفل له البقاء من وسائل، وباستعداده للتضحية بحياته في سبيل تحقيق هذه الغاية إذا دعت الضرورة.
وقد ضم الكتاب طائفة من القصص بغض النظر عن الاعتبارات التاريخية، لما انطوت عليه من وقائع رائعة تبدو وكأنها بعض الأساطير، ومنها ما يسجل استكشاف الإنسان العالم، واقتحامه للمجهوله .