تعنى هذه الدراسة العلمية برصد "النقد الأدبي المعاصر" في أسسه الجمالية/الفلسفية، ومداخله في وصف وتحليل الإبداعات الأدبية. ونحن ننظر إلى الجهود النقدية – عبر تاريخها الطويل – منذ "أرسطو" وكتابه "الشعر" – إلى ما ينتجه النقاد في مختلف الثقافات، ومختلف المواقع في زماننا الراهن – على أنه نتاج " قبيلة واحدة "وجهت كافة طاقاتها لتحقيق غاية أساسية، وهي: الكشف عن جماليات الإبداع الأدبي.. هذا الهدف المشترك (الموحد) يمكن أن تختلف وسائل الأفراد والجماعات (الجمعيات) في الوصول إليه، وفي وصف ملامحه، ومع هذا تبقى الغاية ثابتة.
وهكذا عرض المؤلف - في حدود المعاصرة - للمنهجين اللذين شكلا أهم ملامح النقد الأدبي الحديث: الأسلوبية - والبنيوية، مع الحرص على وضع كل منهما في إطارها الخاص، والتعريف بالأسماء الفاعلة، ولأن المدخل النقدي، مثل: الظاهرة الأدبية - لا يظهر فجأة، وإنما تسبقه علامات كاشفة مبشرة، ولا ينتهي فجأة، وإنما يترك آثاره - أو بعضاً منها - فيما يخلفه من جهود نقدية .