مؤلف الكتاب كروثر، ج - الذي نقدم لقراء العربية مقتطفات منه- أحد رجال العلم في بريطانيا ، وهو عالم اجتماعي ينظر إلى العلم لا باعتباره معرفة خالصة لا صلة لها بالمجتمع الذي توجد فيه ، بل يرى في العلم أداة فعالة في بناء المجتمع وفي تطوره ووسيلة للتقدم المادي والفكري ،وسبيلًا للنهضة والحضارة لا بمعناها المحدود الذي يتمثل في الاختراعات والكشوف والآلات الحديثة ومظاهر الترف والرفاهية، ولكن بمعناها الواسع الذي يشمل الإنسان ذاته في عقله وجسمه منفردًا ومجتمعًا ، وفي آماله وأعماله وشعوره وإحساسه، فللعلم بهذه الأوجه كلها صلة وثيقة ورابطة قوية.
سيجد القارئ عندما يتصفح هذا الكتاب الدليل تلو الدليل على أن العلم يتغلغل في المجتمع تغلغل الماء في النبات، فهو منه بمثابة الدم في الحيوان يغذيه وينميه وينشطه ويبقيه ويجعله حيًا متطورًا وبدونه يصبح ميتًا جامدًا.