اهتمت الجامعات والمعاهد والهيئات العلمية والإدارية والمحلية والدولية على حد سواء، بموضوع التفاوض، وهذه الأهمية تجلت في مختلف الميادين. وإذا كان الاهتمام العالمي الذي أُعطي للتفاوض في الدول المتقدمة، فإن الدول النامية في أشد الحاجة إليه، لأن هذه الدول وعت حقيقة تامة تتمثل في صعوبة تدعيم قدراتها التفاوضية، تجاه المستثمرين الأجانب، واستخلاص ما يمكن من الفوائد عن المساهمة الأجنبية، خاصة في الميدان الاقتصادي، وحاليًا التفاوض لم يعد يقتصر على ميدان دون الآخر، وعلاقة دون أُخرى، بل أصبح للتفاوض ومهاراته الرابط المشترك لإقامة التوازن بين المصالح المختلفة، لحل أي مشكلة في أي مجال كان.وإذا كان لكل نوع من أنواع التفاوض أسلوبًا خاصًا به، ومزايا وخصائص متنوعة، فإن هناك مبادئ عامة تحكم التفاوض بشكل عام في مختلف أنواعه.
ورغم هذه الأهمية العظمى لموضوع التفاوض في حياة البشر أفرادا ومجموعات ودول، فإنه للأسف لم ينل ما يستحق من اهتمام في البلدان النامية، ولم يجد القدر الكافي من الدراسة والاهتمام. وهذا الاهتمام يجب أن يوجه أكثر لتدريب المفاوضين وتنمية مهاراته، خاصة في المجال الاقتصادي، لأنه من الأهمية بما كان في سبيل جلب الاستثمارات الأجنبية بأقل قدر من التنازلات، والتفاوض في مجال الشراكة التجارية، بين هذه الدول ونظرائهم من الدول المتقدمة.