يضم هذا الكتاب بين دفتيه طائفة من الآراء التي تهم العرب خصوصًا والإسلام عمومًا، والتي تهم الأوروبيين عمومًا ، يجدها القارئ في مكانها من البحث. أما الذين لا تهمهم السياسة بقدرِ ما يهمهم العلم والأدب والأسفار، فقد خصهم المؤلف بقسمٍ مما كتب.
وليس في الكتاب - أدبًا كان أو سياسة، وصفًا أو نقدًا - إلا الحقيقة غير المجردة؛ وإذا كانت الحقيقة المجرَّدة جميلةً فهي في ثوبها المهلهل أجمل. وإذا كانت تؤلم، فهي في زينتها أدعى إلى الألم والحزن. إلا أنها في كل حال لا تجالس التعصُّب، ولا تدنو من التشيُّع والتشنيع.
وقد تجيء في بعض الأماكن ناقصة أو مخطئة، شأن كثير من الأمور والأفكار البشرية؛ لأن النقص في كل ما يُرى ويُدرَك موجود، والخطأ لا يُستدرك كله. فقد بذل المؤلف في التحقيق والتدقيق فيما كتب جهدا كبيرا.