لم يعد تأثير وسائل التواصل الاجتماعي مقتصرًا على تبادل المعلومات بين الأفراد فقط، بل تحول إلى قوة أساسية تُشكّل الرأي العام وتؤثر في صياغة السياسات واتخاذ القرارات على المستويات المحلية والعالمية. أصبحت هذه المنصات اليوم محركًا رئيسيًا للتغيرات الاجتماعية والثقافية والسياسية، إذ أحدثت تحولًا عميقًا في مفهوم الاتصال والإعلام، وأعادت تشكيل القيم والتوجهات المجتمعية بصورة سريعة ومتغيرة.
في السابق، كان الرأي العام يعكس مجموع آراء الأفراد حول قضايا معينة، لكن مع ظهور المنصات الرقمية، تحوّل إلى كيان ديناميكي متغير بفعل التفاعلات المعقدة عبر الشبكات الإلكترونية. لقد منحت وسائل التواصل الاجتماعي الأفراد مساحة واسعة للتعبير والتأثير، ولكنها في الوقت نفسه أسهمت في انتشار الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة بسرعة كبيرة، ما يثير تحديات خطيرة حول مصداقيتها وتأثيرها على استقرار المجتمعات.
إن الانتقال من الإعلام التقليدي إلى الإعلام الرقمي غيّر قواعد اللعبة تمامًا، حيث لم تعد الأخبار حكراً على مؤسسات محدودة، بل أصبحت متاحة للجميع، ما يستوجب تطوير استراتيجيات مبتكرة لمواجهة تحديات المعلومات الزائفة وحماية المجتمع من آثارها السلبية المحتملة.