تأتي أهمية الاقتصاد الرقمي؛ بأنه يتيح الفرصة لزيادة معدلات النمو بالدول الكبرى، ويمنح الدول النامية القدرة على حل الكثير من المشاكل في مجالات إنتاج الغذاء، الصناعة، والطب، وغيرها من الاستخدامات القائمة على المعرفة، بيد أن الجانب السلبي لوسائل الاتصال الرقميّة، هو انتشار عمليات الغزو الثقافي للآخر، ومن ثّم ظهرت خطورة توظيف الفضاء الإلكتروني، في الحروب السيبرانية، والتي تستهدف تأجيج الصراعات المحلية والإقليمية والطائفية.
ويحذر المؤلف من تكرار الحروب المأسوية التي شنها البشر ضد بعضهم البعض عبر التاريخ؛ لأن توظيف الذكاء الاصطناعي في ظل التوسع في إنتاج الأسلحة التقليدية وغير التقليدية، هو عين الخطر، وخاصة أن السلاح الرقمي قد عظم من قدرة الجيوش؛ على إبادة الإنسان.
ورغم أن الدول التي أولت البعد التنموي جل الاهتمام، كالصين وألمانيا وفرنسا واليابان نجحت تحقيق فائض في الميزان التجاري، إلا أن بعض الدول التي تنتج السلاح بكثافة قد تلجئ إلى محاولة تغيير المعادلة الاقتصادية بالقوة، وهذا ينذر على الأمد الطويل بتفكك الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وروسيا، إما بسبب الانهيار الاقتصادي، أو بسبب المواجهات العسكرية المحتملة، وهذا يتطلب إعادة صياغة العلاقات الدولية في إطار ثورة قانونية عادلة، ولكنها فكرة صعبة المنال.